{يحادون}: أي يعادون ويشاقون، {في الأذلين}: أي في جملة أذلّ خلق اللّه، لأن ذلة أحد المتخاصمين على مقدار عزة الآخر، {كتب اللّه}: أي قضى وحكم، {لأغلبنّ}: أي بالحجة والسيف، {وأيدهم}: أي قواهم، {بروح من عنده}: أي بنور يقذفه في قلب من يشاء من عباده، لتحصل له الطمأنينة والسكينة. اهـ.. باختصار.
سورة المجادلة:{قد سمع الله} [1] نزلت في خولة بنت ثعلبة بن خويلد وزوجها أوس بن الصامت، قال لها: أنت علي كظهر أمي، وكان الظهار طلاق الجاهلية.{ثم يعودون لما قالوا} [3] توهم بعض الناس من هذا أن الظهار لا يقع في أول مرة حتى يعود إليه مرة أخرى.وقد يكون العود في كلام العرب أن يصير إلى شيء، وإن لم يكن عليه قبل، ومنه يقال للآخرة: المعاد، وهو في شعر الهذليين شائع، قال ساعدة بن جؤية:
حتى يقال وراء الدار منتبذًا ** قم لا أبالك سار الناس فاحتزم
فقام يرعد كفاه بميبله ** قد عاد رهبًا رذيًا طائش القدم
وقال أبو خراش:
وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ** سوى الحق شيئًا واستراح العواذل
وأصبح إخوان الصفاء كأنما ** أهال عليهم جانب الترب هائل
وإذا ثبت هذا فقد قال عبيد الله بن الحسين: معنى {ثم يعودون لما قالوا}: أي: يعودون إلى المقول، أي: إلى نسائهم. كأن التقدير: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة لما قالوا، ثم يعودون إلى نسائهم. وصرف هذا التأويل، أن (ما قالوا) بمعنى المصدر، والمصدر بمعنى المفعول، مثل قولهم: هذا ضرب الأمير، ونسج بغداد، أي: مضروبه ومنسوجها. وقد قال كثير في المقالة بمعنى المفعول: